اثار مدينة شحات -قورينا

أسست في حدود سنة 631 ق. م عن طريق بعض المغامرين الإغريق وشهدت أوج ازدهارها من نشاط زراعي وتجاري في القرن الرابع قبل الميلاد. وتعتبر من أكبر المدن الأثرية الواقعة في الجبل الأخضر، وبها آثار كثيرة تعود لعهود مختلفة تجعلها من أشهر معالم الحضارة المتميزة بروعة الفن الإنساني الرفيع.

ومن أهم آثارها الحمامات اليونانية ومعبد (زيوس) الفخم ومعبد أبولو وغيره من المعابد والاغورا (السوق اليونانية) ومجلس الشورى، وقلعة الاكرابوليس. ثم جاء العهد الروماني الذي أدخل بعض التحويرات على المباني اليونانية وشيد الكثير من المباني الجديدة التي لا تزال آثارها قائمة ومنها الحمامات الرومانية والمسرح ورواق هرقل والكثير من المعابد والنصب، والسور الخارجي الذي بني في القرنين الأول والثاني للميلاد، كما يوجد بقورينا العديد من الكنائس التي تعود للعهد البيزنطي.

وبالقرب من المدينة تتواجد المقابر المنحوتة في الصخر والتي بني أغلبها على الطراز اليوناني تصميماً وهندسة. ولعله من المفيد للزائر أن يرى المتحف الموجود بالمنطقة الأثرية بشحات والذي يضم العديد من المكتشفات والآثار الخاصة بالحقب المختلفة التي مرت بها هذه المدينة.

عندما احتل الرومان الجبل الأخضر في القرن الأول قبل الميلاد أطلقوا على تلك المنطقة منطقة المدن الخمس لاحتوائها على خمسة مراكز عمرانية كبيرة هى قورينا ” شحات “، أبولونيا “سوسة”، طلميثه “بطوليمايس”، يوهيسبرديس- برنيقي “بنغازي”، وتوكره “العقورية

مراقبة أثار شحات
تم من خلال المراقبة بالتعاون مع المصلحة اللبيبة للآثار تحديد المنطقة الآثرية بمدينة شحات والمواقع المحيطة بها بدقة ووضعها على خرائط حديثة

حيث تم الإتفاق على توزيع المنطقة الى ثلاث مناطق وهى على النحو التالى :-

ثانياً :- المنطقة المحيطة بالمنطقة الآثرية والتى تتمثل فى المقابر الشمالية والجنوبية والغربية والشرقية .

أولاً :- المنطقة الآثرية والتى تمثل منطقة شحات القديمة .

ثالثاً :- المواقع الآثرية المنتشرة داخل المخطط الجديد لمدينة شحات .

وعلى هذا الإتفاق قامت مراقبة آثار شحات بعقد جلسة عمل ووضع خطة مستقبلية لتوظيف المنطقة للسياح وحماية المنطقة المحمية من البناء العشوائى وإلزام أصحاب المزارع التى داخل الحرم داخل مزارعهم بالمحافظة على جميع المواقع الآثرية وعدم القيام بأى أعمال دون الرجوع الى هذه المراقبة .

كما تسعى هذه المراقبة الى توسيع وتفعيل الحرم الآثرى لكى يضم المناطق الآثرية العازلة والتى تقع بمحاذاة وخارج المنطقة الحديثة .

 ترحيل السكان داخل المواقع الاثرية 

كلفت لجنة مختصة لحصر السكان المقيمين منذ فترة طويلة داخل اسوار المدينة الاثرية في منطقة ما يعرف بباب الطير والسوق القديم وهي في مجملها مباني ترجع الي عهد الحتلال الايطالي ذات طابع تاريخي .

تم من خلال عمل اللجنة المكلفة تسجيل اسماء العائلات المقيمة واعطاء ارقام متسلسة للبيوت وبناءً عليه تم ايقاف البناء وعدم اعطاء تصاريح او اذن للبناء داخل اسوار المدينة الاثرية او منطقة الحرم الخاص بالمنطقة الاثرية .

أما ما يخص بترحيل السكان فهذا ليس من صميم عمل مراقبة الاثار لكونها جهة علمية مختصة وعملها منصب علي توضيح الاخطار التي تلحق بالمواقع الاثرية والحفاظ عليها من العبث والاندثار .

حراسة معالم المدينة وتسييجها وتزويدها بالحراس واجهزة الانذار المبكر وحمايتها من الحيونات واعمال النظافة .

كما تهتم المراقبة بحراسة معالم المدينة وتسييجها وتزويدها بالحراس واجهزة الانذار المبكر وحمايتها من الحيوانات واعمال النظافة علي الرغم ما تعانية مراقبة اثار شحات من قلة الامكانيات الا انها تعمل جاهدة علي عمل حراسة للمواقع والمعالم الاثرية بعمل جولات تفقدية كما قامت المراقبة باصلاح السياج المحيط بالمنطقة الاثرية وذلك وفق ما تملك من امكانيات ضئيلة تكاد لا تذكر .

 اما ما يخص تزويد المواقع بالحراس فقد قامت المراقبة بمخاطبة مصلحة الاثار مراراً وتكراراً بالخصوص وهي متفهمة مدي ما تعذر عليهم من اتخاذ اجراء مناسبة حيال ذلك من عدم وجود مخصصات مالية لتغطية اضافة حراس للعمل في مراقبة اثار شحات .

قامت المصلحة بتزويد المتحف باجهزة انذار مزوده بشاشات مرئية ذات تقنية عالية الا انها تحتاج لصيانة من فترة لاخري بسبب إنقطاع التيار الكهربائى وضعفه.

تم في الفترة الماضية بالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص من بينها جهاز الحرس البلدي وجهاز حماية البيئة بحملات مكثفة ضد هذه الظاهرة وهي انتشار الحيوانات داخل المنطقة الاثرية والتي اوت هذه الحملة للحد بعض الشئ من انتشار الحيوانات .

الا ان المشكلة الاساسي ينصب في ان المنطقة الاثرية تقع علي تخومها من اكثر من جانب منطقة ذات طابع ريفي الامر الذي صعب علينا انها هذه الظاهرة من انتشار الحيوانات وهذا ما مردة لطبيعة المنطقة ذاتها .

كما نفيدكم انه تم التعاقد بين جهاز تنمية وتطوير المراكز الادارية بالتعاقد مع شركة ماركو بولو لعمل سياج للمنطقة الاثرية والمواقع الاثرية الواقعة خارج اسوار المدينة الاثرية وتركيب اجهزة انذار وكمرات مراقبة لكل هذه المواقع بالاظافة الي ترميم بعض المواقع الاثرية الهامة وصيانة جميع المباني التاريخية التي تقع داخل المنطقة الاثرية .

أعمال الحفر والتنقيب

  تم التعاقد مع عدد من الجامعات والبعثات للعمل مع مراقبة آثار شحات فى مجال الحفريات والترميم والمسح الآثرى . ومن ضمن الجامعات والبعثات الأجنبية / بعثة جامعة ( كامبرج )التى تعمل فى مجال أثار ماقبل التاريخ ، حيث قامت البعثة بالإستمرار فى إزالة الردميات فى المجس الثانى فى موقع كهف هوى أفطيح الذى عمل فيه الأستاذ / ماكبرنى فى موسم حفريات 1955 م . وهذا المسج يبلغ مساحته 4 × 6 متر وبعمق 14 متر .

كما كشفت بعثة جامعة ( كييتى ) الإيطالية بمنطقة عين الحفرة عن مقبرة جماعية حيث تم الكشف عن البهو الأمامى للمقبرة الرئيسية ، وتم الكشف أيضاً عن قاعدتين لعمود المدخل الرئيسى وإكتشاف تمثال متوسط الحجم للإله ( بان ) كما قمت البعثة بترميم العمودين فى مدخل المقبرة .

كما قامت بعثة جامعة ( نابولى الثانية ) الإيطالية بدراسة وتصنيف الأحجار والعناصر المعمارية للملعب المدرج وتجهيز عدد كبير منها لإعادتها الى أماكنها فى الموسم القادم .

وقامت بعثة جامعة ( باليرمو ) الإيطالية بترميم عدة عناصر فنية وتجهيزها لإعادتها الى أماكنها الأصلية فى الجهة الغربية من معبد زيوس . حيث تم إعادة سبعة أحجار فى الواجهة الغربية عند الطرف الشمالى الغربى وهى ثلاثة كتل حجرية تمثل الميتوب . وأربعة منها تمثل التريقلف .

كما كشفت بعثة جامعة ( أوربينو ) الإيطالية فى منطقة المسرح على أرضية فسيفسائية تعود للفترة البطلمية وعدد مدخلين لمعبدين آخرين ومذبح ونقش إغريقى . بالإضافة الى بعض العناصر المعمارية الآخرى .

بالإضافة الى ترميم بعض من عناصر معبد ديمترا . حيث تم رفع وإعادة أجزاء من المعبد فوق تيجان الأعمدة من الجهة الغربية .

كما كشفت حفريات المنطقة الواقعة جنوب الفورم توصلو الى نتائج مبهرة وعثر فيها على دلائل تاريخية ترجع الى فترة ما قبل الإستيطان الإغريقى حيث التواجد الليبى المحلى فى تلك المنطقة منذ القرن العاشر قبل الميلاد .

كما كشفت البعثة الفرنسية في منطقة الأثرون على فيلا رومانية بها حمام وخزانات للزيت فى الجهة الغربية للكنيسة الشرقية وإجراء حفريات فى منطقة الأكربول حيث أكتشف منزلاً يرجع للفترة الهلنيستية ( حوالى القرن الرابع قبل الميلاد ) .

كما قامت المراقبة ببعض الحفريات في منطقة المخيلي وحفريات في مقبرة داخل مخطط مدينة شحات وكما تنوي هذه المراقبة في المستقبل القريب إلي ترميم هذه المقبرة ذلك عند توفر الامكانيات وكما قامت ايضاً ببعض حفريات الانقاذ في مدينة شحات وطبرق وكم قامت ببعض إعمال الترميم في المنطقة الاثرية .

حفريات في منطقة المخيلي

حفريات في مقبرة في مدينة شحات

ترميم في منطقة ابوللو

حفريات في منطقة المخيلي

أعمال المسح الآثرى والتوثيق

قامت مراقبة آثار شحات عن طريق القسم الفنى والباحثين التابعين له بعدة زيارات ميدانية بلغت أكثر من 500 زيارة لتلك الأراضى لغرض منح التصريح الأثرى من عدمه للمواطنين الراغبين بتسجيل ووتوثيق أراضيهم لدى السجل العقارى وذلك فى المساحة الممتدة من الحدود الشرقية للجماهيرية الى أقصى الحدود الغربية  لشعبية الجبل الأخضر وهذه هى المنطقة التابعة لإشراف هذه المراقبة إدارياً وفنياً .

كما قامت مراقبة آثار شحات بمسح مخطط أسكانى جديد فى مدينة سوسة . كما تم تسجيل وتوثيق بعض المواقع التاريخية فى المنطقة الممتدة من طبرق شرقاً الى منطقة البياضة فى غرباً . وذلك كان بمساعدة جهاز المدن القديمة بالمنطقة الشرقية .

متابعة أعمال الشركات فى أعمال المسح الآثرى ومثال على ذلك مشروع مد خط مياه التحلية من مدينة سوسة الى مدينة البيضاء عبر منطقة شحات وتم تحديد المواقع الآثرية التى تقع بالقرب من الخط ووضع الحرم لها للمحافظة عليها .

كما أشترك عدد من الباحثين فى أعمال المسح الآثرى ( السيزمى ) التابع لبعض الشركات العاملة بالمنطقة . مثل منطقة (  العزيات – درنة ) .

كما تقوم مراقبة آثار شحات فى الوقت الحالى بحصر وتسجيل وتوثيق جميع المواقع الآثرية التى تقع داخل حيازة المواطنين الخاصة وإعداد نموذج خاص يحوى أسم ملك الأرض وأسم الموقع ونوعه ووصفه والإحداثية له وتغطيته بالصور الفوتغرافية والوضع الحالى للموقع الآثرى .

 

التدريب والتأهيل
في اطار التعاون في مجال التدريب والتأهيل عقد اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم دورة تربية الوطنية في مجال ترميم الاثار وصيانتها وذلك ضمن الخطة الثلاثية للاعوام 2007  – 2009 للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو ) بالاظافة الي المشاركة في ورشة عمل في كل من اليابان واليونان بخصوص الترميم وصيانة الاثار .
الدعاية والترويج للموقع
 تم النشر والتعريف لعدد من المواقع الاثرية الهامة في عدة مقالات ومجلات محلية – كمجلة المجال العدد الثاني عشر عن مدينة المخيلي الاسلامية والعدد الاخير من نفس المجلة وفي جريدة اخبار البطنان الاسبوعية عن مقبرة رومانية في منطقة طبرق من قبل الباحثين من هذه المراقبة واخبار الجبل عن بعض المواقع الاثرية في منطقة الجبل الاخضر تم النشر في جريدة اخبار الشلال بمدينة درنة غن بعض المقالات الاثرية للمتاحف والمواقع الاثرية وكذلك جريد قورينا نشرت بعض المواضيع الاثرية  .
اللوحات والصور التوضحية والارشادية
قامت مراقبة الاثار بصيانة مجموعة من الوحات الارشادية والتوضحية للمواقع الاثرية اظافة الي استحدات مجموعات اخري جديدة للتعريف بمواقع الاثرية وتعتزم مراقبة اثار شحات في خطة عملها من النصف الاخير من هذه السنة بانشاء لوحات ارشادية في المنطقة الاثرية في سوسة وبعض المناطق الاخري .

  النشاطات التربوية والترفيهية على الصعيد التعليمى والإجتماعى 
تتم اثناء الفصل الدراسي من الفترة لاخري التنسيق مع بعض المدارس بمنطقة شحات لزيارة المناطق الاثرية والمتاحف حيث يقوم احد الباحثين بهذه المراقبة بالمرافقة والشرح عن اهمية هذا التراث الانساني لنعرفهم ان الاجيال التي تعاقبت علي هذه الارض عاشت في ظروف مختلفة تنوعت الوانها وتعددت طرق حياتها وهي تختلف في كثير من مميزاتها عما نراه الان حولنا ولكنها علي اختلاف وتعدد الونها كانت هي التي كونت في مجموعها كل ما نراه حولنا اليوم .

وهذا الموروث الحضاري يجب ان نحافظ عليه لما له من اهمية ثقافية
واقتصادية هامه لبلدنا .
كما يتم تنظيم اجتماعات مع الجهات القيادية في المنطقة حيث يتم التنسيق معهم للحد من بعض الظواهر السلبية التي تهدد المرفق الحيوي الهام .

ومن إهتمامات مصلحة الآثار فى هذا المجال فقد إستضافت مصلحة الآثار بمدينة شحات مندوبى من اليونسكو وجمعية التراث العالمية والعديد من خبراء الآثار من ليبيا وإيطاليا وبريطانيا وتونس وفرنسا ، بالإضافة الى أعضاء من ( ماركبولو ) وذلك من أجل المحافظة على تراث وحضارة هذا البلد . وأقيم مؤتمر علمى لدراسة وتطوير ووضع خطة مستقبلية لصيانة المدينة الآثرية وتسييجها وبناء متحف والمحافظة على المنطقة المحيطة بها وبناء الإستراحات . بالإضافة الى صيانة المبانى الإدارية للمراقبة . وكان ذلك المؤتمر تحت إشراف الأخ / أمين اللجنة الإدارية لمصلحة الآثار . وحضر الإجتماع مراقب أثار شحات وعدد من الباحثين بالمراقبة .

كما قامت المراقبة بصيانة مبنى مكتبة الآثار عن طريق شركة السطوح .

وللربط بين مصلحة الآثار والجهات العلمية مثل الجامعات والمدارس والمعاهد بالمنطقة والمناطق الآخرى تقوم المراقبة بتسهيل عمليات الزيارات الميدانية لمثل هذه الجهات العلمية . كما تعمل هذه المراقبة بمحاولة الربط بين المراقبة وهذه المؤسسات والجهات العلمية لما لها من دور بارز فى التوعية والتعريف والمحافظة على هذا الموروث الحضارى الذى يعتبر من التراث العالمى ووخدمةً لهذا البلد المعطاء .

مسالك وممرات السياح والزائرين .

          وضعت مراقبة الاثار خط سير معين بالنسبة للسواح والمرشدين وذلك من اجل تذليل بعض الصعاب واختيار افضل الممرات والمسالك للسواح وذلك من اجل سلامة السائح خاصة وان طبيعة المنطقة الاثرية جبلية كما تم التعاقد مع شركة ماركو بولو لغرض انشاء ممرات معلقة لبعض المواقع الاثرية والارضيان الفسيفسائية التي لاتتحمل اقدام السواح الزوار .

 

اغلق