مصابيح لبدة الكبرى
من العهد الهلنستي إلى أواخر العصور القديمة
بقلم / سيلفيا فورتي
صدر مؤخراً عن مؤسسة لإيرما دي بريتشنايدر للطباعة والنشر التي مقرها روما كتاب بعنوان ” مصابيح لبدة الكبرى من العهد الهلنستي إلى أواخر العصور القديمة” تأليف الباحثة سيلفيا فورتي وهو إصدار علمي يحمل العدد 45 من سلسلة دراسات مونوغرافية الآثار الليبية برعاية مركز “انطونينو دي فيتا” لدراسة وتوثيق آثار شمال أفريقيا – جامعة ماتشيراتا. و قد جاء الكتاب في نحو الف و مائة صفحة من الحجم الكبير باللغة الإيطالية مع موجز مقتضب بالعربية بفهرس يعرف بمحتويات الكتاب التي صيغت في ستة فصول بعد الاستهلال و التقديم و المقدمة.
و قد أعد الاستهلال رئيس مصلحة الآثار الدكتور محمد فرج محمد الفلوس أكد من خلاله على أهمية هذا العمل و المكانة التي سيحتلها في مكتبة الآثار الليبية ، ثم تلى الاستهلال تقديم من قبل البروفيسورة /ماريا انطونييتا ريتزو رئيسة البعثة الأثرية لجامعة ماتشيراتا العاملة في لبدة و صبراتة ، تطرقت فيه إلى قصة هذا العمل و الذي جاء ضمن جهود البروفيسور/ الراحل أنطونينو دي فيتا للنشر عن معالم الآثار في منطقة تريبوليتانيا مشيرة إلى أن النشر عن مصابيح لبدة قد تأخر لعدة أسباب إذا ما قارناها بمصابيح صبراتة التي نشر عنها عمل علمي نهائي في عام 1974 على يد عالمة الآثار إلدا جولي مع إستعراض فصول الكتاب الستة و في نهاية التقديم أكدت على أن هذا العمل من خلال مادته العلمية و لوحاته و صوره الواضحة و مسارده يعتبر أداة أساسية و مرجعية ضرورية لأي راغب في دراسة المصابيح ليس في لبدة فحسب بل في سائر ربوع شمال أفريقيا إضافة إلى أن هذه الدراسة تفتح مجال البحث لمناقشة العلاقات المتداخلة في الأوضاع الاقتصادية و التجارية الاجتماعية التي كانت وراء تداول هذه المصابيح في حوض البحر الأبيض المتوسط القديم. وبعد هذا التقديم جاءت مقدمة المؤلفة سيلفيا فورتي التي عرَّفت بظروف ولادة هذه الدراسة التي نفذت تحت إشراف البروفيسور/ أنطونينو دي فيتا ضمن برنامج جامعة ماتشيراتا لدراسات الدكتوراه في مجال ” الآثار الرومانية في بلاد المغرب وقورينائية” مستعرضة فصول الدراسة مع تقديمها الشكر إلى كل من ساعدها في إعداد هذه الدراسة من مراقبة آثار لبدة وديوان المصلحة و المؤسسة الداعمة لطباعة الكتاب و الناشر و إلى كل من ساعد في خروج هذا العمل إلى الضوء خصوصاُ البروفيسورة / ماريا انطونييتا ريتزو التي لولا مثابرتها وجهودها المضنية لما رأى هذا العمل النور وأخذ مكانه في أرفف المكتبة الأثرية. وكما تقدم يأتي الكتاب بجزئيه في ستة فصول يمكن إيجازها على النحو التالي:
الفصل الأول:
يقدم هذا الفصل عرض لشواهد وأدلة أثرية منطلقة من مقارنة بيانات ومعلومات مصابيح لبدة بما عثر عليه من مصابيح المناطق المحيطة ورسم صورة عامة عن تداول مصابيح الزيت في المنطقة من خلال المعلومات المنشورة.
الفصل الثاني:
يتناول هذا الفصل بالدراسة بيئات اكتشاف المصابيح محل الدراسة وكل صنف حسب نوعيته وحسب تاريخه والترقيم التوثيقي للشواهد والأدلة الاثرية ذات العلاقة.
الفصل الثالث:
يضم الفصل الثالث كتالوغ بأنواع مصابيح لبدة
الفصل الرابع:
كرس الفصل الرابع لدراسة صلصال ومادة صنع مصابيح لبدة المدونة في الكتالوغ والتي تم تصنيفها في مجموعات حسب خصائصها المشتركة وتم ترتيبها وفقاً للموقع الجغرافي حسبما افترض.
الفصل الخامس:
يتناول هذا الفصل العناصر الكتابية (مثل: علامات المصانع والمشاغل والعبارات والعلامات الدعائية الخاصة بقوالب المصابيح وورش صناعة المصابيح والخطوط) التي وجدت على الكثير من مصابيح لبدة محل الدارسة.
الفصل السادس:
وهو الأخير ويتناول قائمة بالزخرفة التجسيمية على المصابيح وهي عبارة عن مسرد لا تزال في واقع الأمر تحتاج إلى دراسة أيقونية نأمل نشرها في مجلد قادم.
وفي النهاية نجد الخاتمة التي تضمنت الاستنتاجات المتعلقة بالدراسة مع شيء من التركيز على إسهامات الإنتاج المحلي في هذه الصناعة وتسليط الضوء على الخصائص الصناعية في إقليم تريبوليتانيا. يذكر أن هذا الكتاب موجود حالياً في المكتبة العامة للآثار بمبنى السراي الحمراء، طرابلس وقد جاء الكتاب في نحو ألف ومائة صفحة من جزئين.
مصطفى الترجمان